تفخر هيئة التراث بتقديم حقائق وأرقام عن التراث السعودي العريق، والمسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو، وكذلك الأرقام التي عملت هيئة التراث بدعم من وزارة الثقافة للوصول إليها
9,119
المواقع الأثرية المسجلة
4,000
مواقع التراث العمراني المسجلة
8,644
السجل الوطني للحرفيين
8
مواقع من المملكة مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو
11
عناصر من المملكة مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو
مواقع من المملكة مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو
يُعد تسجيل المملكة العربية السعودية لمواقعها التاريخية في قائمة التراث العالمي بــ«اليونسكو» قصة نجاح كبيرة استمرت لسنوات طويلة، حيث أدركت المملكة أن هذا الأمر أصبح حتمياً؛ لأنه ينطوي على العديد من المكاسب الحضارية، ويساعدها على إبراز تاريخها العريق؛ فالتسجيل يعني اعتراف العالم بالقيمة التراثية الاستثنائية للمواقع المسجلة، وأنها ترقى لأن تكون تراثاً للإنسانية يتوجب تسجيله وحمايته والمحافظة عليه، وهذا يشمل ضمناً الاعتراف بالإسهام المتميز لإنسان الجزيرة العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية.
بدأت رحلة المملكة لتسجيل تراثها الوطني في قائمة التراث العالمي بــ«اليونسكو» في 19/7/1427هـ - 13/8/2006م، مع صدور الأمر السامي الكريم بتسجيل ثلاثة مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي، حيث تم تقديم الملف الخاص بترشيح «موقع الحجر الإثري» كأول موقع من المملكة يتم ترشيحه للتسجيل في القائمة في 11/1/1428هـ، وتوالت جهود المملكة في هذا الجانب، حيث سجلت سبعة مواقع حتى الآن، كان آخرها موقع «محمية عروق بني معارض» بمنطقة نجران في 20 سبتمبر 2023م.
موقع الحجر الأثري
الحجر موقع أثري يوجد على بعد 22 كيلومتراً شمالي شرق مدينة العلا، وتحتل مدينة العلا موقعاً استراتيجياً على طريق التجارة القادم من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها، ليصل إلى بلاد الرافدين، وبلاد الشام، ومصر، وبلاد اليونان والرومان قديماً، وتعود نشأتها على أقل تقدير إلى حوالي الألف الثالث قبل الميلاد.
ويعد موقع الحجر الأثري أكبر موقع مُصان لحضارة الأنباط جنوبي البتراء في الأردن، ويحوي مقابر ضخمة تعود واجهاتها المنحوتة إلى القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي، والموقع قائم على مسافة 500 كيلومتراً شرقي البتراء، ويحمل الموقع شهادة فريدة للمستوى الحضاري الذي وصل إليه الأنباط، وتعتبَر مقابره الضخمة، البالغ عددها 116 مقبرة (زُين 94 منها بالزخارف)، وآباره المائية، مثالاً استثنائياً لإنجازات الأنباط المعمارية وخبراتهم التقنية.
نمط زخرفي استعمل في بعض المباني الطينية بحي الطريف
تمثل الدرعية رمزاً وطنياً بارزاً في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد ارتبط ذكرها بنشوء الدولة السعودية الأولى، التي كانت عاصمة لها، وشكلت منعطفاً تاريخياً في الجزيرة العربية منذ عام 1157هـ/1727م.
وتقع الدرعية شمالي غرب مدينة الرياض، وتبعد عن مركزها نحو 25 كيلومتراً، وتتوزع مساكنها على ضفاف وادي حنيفة وروافده ما بين غصيبة في الشمال والمليبيد في الجنوب، ويحيط بها سورها القديم بتحصيناته وأبراجه الطينية، وتبلغ مساحة الدرعية والمراكز المرتبطة بها (2020 كيلومتراً مربعاً تقريباً)، ويخترقها وادي حنيفة، وروافده الكثيرة: الخسيف، والحريقة، وغبيراء، والبليدة، والمغيصيبي، وقصير، وصفار، وقليقل، وقري عمران، وغيرها.
وتتضح مظاهر الازدهار والتطور الحضاري بالدرعية التاريخية في الأحياء التي لا تزال أطلالها باقية حتى الآن، مثل حي الطريف المسجل بقائمة اليونسكو للتراث العالمي.
تقع مدينة جدة في منطقة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية، على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وأصبحت جدة ميناء لمكة المكرمة منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (23-35هـ/ 644-655مـ)، وتشتهر شواطئ الساحل الغربي للمملكة بالشعاب المرجانية التي تمتد على هيئة خطوط طولية موازية للساحل وقريبة منه.
جبة: تقع جبة على بعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة حائل، وتعدّ إحدى أهم وأكبر وأقدم مواقع الرسومات الصخرية في المملكة؛ حيث تضم نقوشاً ورسومات منتشرة في جبل أم سنمان، وفي الجبال القريبة منه (عنيزة، والغرا، ومويعز، وشويحط، والمركابة)، تعود إلى أربع فترات زمنية مختلفة.
الشويمس: تقع «راطا» و«المنجور» إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل، على بعد حوالي 320 كيلومتراً، وذلك إلى الغرب من قرية الشويمس الحالية بحوالي 35 كيلومتراً، والموقع عبارة عن مرتفعات من الحجر الرسوبي الرملي، يعرف بجبلي راطا والمنجور، تحيط به منطقة الحرة، ويخترقه وادٍ يعرف بوادي راطا.
تقع محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية، وتبعد عن مدينة الرياض حوالي 360 كيلومتراً، وتبعد عن مدينة الدمام نحو 150 كيلومتراً. وتعدّ الأحساء أكبر واحة نخيل في العالم، كما تتمتع بموقعها الاستراتيجي والجغرافي المهم؛ حيث لعبت دوراً هاماً في تاريخ المنطقة منذ العصور القديمة، وتتمتع الأحساء بإرث ثقافي وحضاري يتّصل بحضارات العالم القديمة كما تعد بوابة الجزيرة العربية للعالم الخارجي شرقاً، وجسراً يربط بين منطقة الخليج العربي وشبه القارة الهندية.
وكانت الأحساء، وما تزال، إحدى أغنى المناطق بالمياه الجوفية وتمتلك عدداً كبيراً من أشجار النخيل؛ إذ يفوق عدد النخيل فيها مليوني نخلة، تنتشر على مساحة زراعية تزيد على 10 آلاف هكتار، لتنتج أفضل أنواع التمور في العالم، إضافة إلى إنتاج الأرز وأنواع عديدة من الخضروات والفواكه التي تشتهر بها المنطقة.
وتعد الأحساء من أشهر واحات النخيل التي تزخر بالعيون، كما تعتبر أكثر بقاع المنطقة الشرقية خضرة. وفي ظل وجود أكثر من 1.5 مليون نخلة منتجة للتمور في أرجائها، فهي أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم، الأمر الذي أهّلها للمشاركة في المنافسات الدولية لعجائب الدنيا السبع.
تتزين ضفاف واحة الأحساء بغطاء نباتي كثيف، وذلك بسبب وفرة المياه الجوفية فيها، إضافة إلى غزارة عيون المياه العذبة، ومنها أخذت تسميتها؛ حيث إن «الأحساء» هي الجمع لكلمة «الحسي» أي العيون، وقد اكتسبت تلك العيون شهرة عالمية واسعة، منها: الجوهريّة، وأم سبعة، والخدود، والحارة، وعين أم نجم، بالإضافة إلى عيون المياه الكبريتية، والبيئة الجميلة المحيطة.
ويتسم النسيج العمراني في المنطقة بالجودة، كما يتضمن الموقع عدداً كبيراً من القطع التي تشكّل هياكل المباني، والتي يمكن تجميعها وتركيبها بشكل جيد، إلا أن حالة المباني معرضة للتلف، بسبب هجرها وعدم العناية بها أو صيانتها. ومن الممكن أن تتعرض سلامة المظهر العمراني للمنطقة للتهديد بواسطة التوسع العمراني.
تقع حمى الثقافية في نجران، جنوبي غرب المملكة العربية السعودية، وعلى أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن منطقة حمى الثقافية مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور، والتي تصور الصيد، والحيوانات، والنباتات، وأساليب الحياة لثقافة امتدت على مدى نحو سبعة آلاف عام دون انقطاع. وكان المسافرون والجيوش الذين يحلون في المكان، على مر العصور وحتى وقت متأخر من القرن العشرين، يتركون خلفهم كثيراً من الكتابات والنقوش على الصخور التي بقي معظمها محفوظاً على حاله. وتأتي الكتابات على الصخور بعدة خطوط، منها خط المسند، والآرامي/ النبطي، والكتابة العربية الجنوبية، والخط الثمودي. كما أن هذا الموقع والمنطقة المحيطة به يزخران بآثار لم يجرِ التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من أجرام، وهياكل حجرية، ومدافن، وأدوات حجرية، مبعثرة، وآبار قديمة؛ حيث توجد بئر حمى التي يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام على الأقل، والتي ما تزال تجود بالمياه العذبة حتى اليوم.
وقد حُفظت جميع الفنون والنقوش الصخرية بموقعها الأصلي، فقد حافظت على مكانها، وموادها، وأجوائها، وشكلها، وتصميمها. وساهمت التقاليد الثقافية في المنطقة إلى حد ما في المحافظة عليها، وذلك من خلال استمرار الاستخدام التقليدي الذي يشير في الوقت نفسه إلى مختلف مراحل التعديل الواضح للفنون والنقوش، مما يدل على أنها تنتمي إلى عصور مختلفة. ويمكن التعرّف على الشكل والتصميم الأصيل في التصوير بالنحت الصخري للأنماط القديمة من الملابس، والأدوات، والأسلحة، والحلي، وقد تم تحديد التقاليد للعصور المتتالية للنقوش الصخرية، وبالتالي أصالتها كذلك، من خلال أوجه تشابهها مع الفنون الصخرية ذات التاريخ المباشر في أماكن أخرى من المملكة العربية السعودية، وتم إجراء التأريخ المباشر في حمى والتعرف على الأعمار الدقيقة لبعض النقوش من محتواها.
أعلن صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، نجاح المملكة العربية السعودية في تسجيل محمية "عروق بني معارض" في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وذلك امتداداً لجهود المملكة المستمرة في حماية أنظمتها البيئية الطبيعية والمحافظة عليها، والاهتمام بتراثها الثقافي.
واتُخذ قرار التسجيل خلال الدورة السنوية الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التي تستضيفها الرياض خلال الفترة من 10حتى 25 من شهر سبتمبر الحالي.
وتقع المحمية على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحةٍ تزيد عن 12.750 كيلومتراً مربعاً، وتُشكل الصحراء الرملية المتصلة الوحيدة في آسيا الاستوائية، وأكبر بحرٍ رملي متواصل على سطح الأرض. وتتميز بتنوع نُظمها البيئية التي توفر موائل طبيعية حيوية، والذي يجعل منها مثالاً استثنائياً للتطور البيئي والأحيائي المستمر لمجتمعات النباتات والحيوانات الفطرية؛ حيث تضم أكثر من 120 نوعاً من النباتات البرية الأصيلة، إضافةً إلى الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض التي تعيش في واحدةٍ من أقسى البيئات على كوكب الأرض، بما في ذلك القطيع الوحيد الحر من المها العربي في العالم، والظباء الجبلية والرملية؛ لتكون بذلك أغنى منطقةٍ معروفةٍ من الناحية الأحيائية في الربع الخالي حيث يلتقي أكبر بحر رملي في العالم مع ثاني أطول سلسلة جبلية في الجزيرة العربية؛ لتشكل لوحةً طبيعية فريدة وتعكس الثراء في التنوع رغم صعوبة المناخ.
وتستوفي محمية "عروق بني معارض" معايير التراث العالمي بوصفها صحراء رملية تشكل منظراً بانورامياً استثنائياً على مستوى العالم لرمال صحراء الربع الخالي، مع بعض أكبر الكثبان الخطية المعقدة في العالم، وتجسد قيمة عالمية رائعة، وتحتوي على مجموعة من الموائل الطبيعية واسعة النطاق والحيوية لبقاء الأنواع الرئيسية، وتشمل خمس مجموعات فرعية من النظم البيئية الوطنية في المملكة، وهو أمرٌ حيوي للحفاظ على التنوع الأحيائي في الموقع.
اعتمدت منظمة اليونسكو عام 2003 أول وثيقة دولية لصون التراث الثقافي غير المادي واحترامه لتحقيق التقارب والتبادل والتفاهم بين البشر وصادقت المملكة العربية السعودية على هذه الاتفاقية في عام 2008م، ونجحت في تسجيل 11 عنصراً على قائمة هذه الاتفاقية.